Senin, 06 Juli 2015

التدريس السياقي (CTL)

بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم: زهرة عظيم

أ. المقدمة
الوظيفة الحقيقية للتربية والتعليم هي إعداد جيل الغد القادر على أن يعيش في مستقبله بأحسن حال. ولقد دل واقع الحياة على أن التربية من أكثر الوسائل تأثيرا، تَرتَقي بها جودة حياة الإنسان، وتُوَصّلُه إلى بر الأمان في عيشه.
لا تزال المساعي لتطوير التربية مستمرة بغية الوصول إلى الجودة المنشودة. ويشتمل تطويرها عناصر كثيرة: من إصلاح المنهج الدراسي، وإيجاد التعليم بكل مكوناته ووسائله، وتنمية القدرات البشرية بأجود المنهج والطريقة ابتِكارا. وهذا العنصر الأخير من أهم العناصر في إخْصاب العمليات التربوية التي تزدهر نتائجها؛ لأنه مَزِيجٌ من الطريقة والمادة والوقت والمحل والآلة والحالة التعلّمية التعليمية التي بها تتحقق أهداف التربية المرجوة.
لذلك كان تَنوِيعُ العمليات التّعليمية مهمة لمساعدة الطلبه على بلوغ الأهادف التعلمية المنشودة، فالمتوقع من هذا التنويع أن تَنتهض هِمَمُهم ونشاطاتهم في التعلم ليسود بينهم التّنافس العلمي الذي تَقَرّر في المنهج الدراسي. وذلك لأن مُحَصَّلات دراستهم تتحسن بقدر ارتباط المواد الدراسية بحياتهم. وهذا السعي للربط بين المواد الدراسية وواقع الحياة هو مما يُعْتَنَى به في منهج التدريس السياقي أو المعروف بــ  Contextual Teaching and Learning (CTL).
وقد تعدد آراء خبراء التربية الإندونيسيين في ترجمة هذا المصطلحCTL  الذي بدأ تطبيقه في إندونيسيا، فقيل: إنه التعلم والتعليم السياقي. وقيل: إنه التدريس السياقي، وهذه الترجمة التي ذهب إليها بعضهم هي التي اعتمدتها كاتبة هذا البحث؛ لأن التدريس يشمل التعليم والتعلم.

ب. مفهوم التدريس السياقي
لم يكن مفهوم التدريس السياقي مصطلحا أو منهجا جديدا في عالم التربية. فقد بادرت باستخدامه مدارس أمريكا منذ عام 1916 م، بعدما اقترح جُون دِيوِي المنهج الدراسي التعليمي الذي يرتبط بميولات الطلبة وخبراتهم. فمنذئذ يعرف هذا المنهج بالتدريس السياقي.
رأى سُبْرِجُوْنُو أن أساس التدريس السياقي هو أن يقارن المعلم مادة تدريسه بما في وقائع الحياة، ويشجع الطلبة على  تطبيقِ وربطِ ما يتعلمونه بحيايتهم الأسرية والاجتماعية.
أما دَرْيَنْتُو فعرّف التدريس السياقي بالعملية التربوية المتكاملة التي هدفها تحْمِيْسُ التلاميذ لفهم ما يتعلمونه عن طريق ربطه بسياقات حياتهم اليومية، فيمتلكون من المعارف والملكات ما يقتدرون به على تطبيقها بمرونة.
التدريس السياقي هو نوع من الإستراتيجية التعليمية المهتمة بإشراك الطلبة مشاركة شاملة لإدراك مادتهم الدراسية وربطها بواقع الحياة، فينتهضون لتطبيقها في عيشهم. وزاد تَريَنْتُو هذا التعريف عُمقا ففصل "الحياة" لتكون عامة تشمل حياة الإنسان كواحد من أفراد أسرته وكمواطن وعامل.
لهذا رأى نور هادي رأيا أدق وأعمق أن التدريس السياقي هو المنهاج الذي يجعل المعلم يُحضِرُ الواقع الحياتي إلى الفصل، ويحُثّ التلاميذ على صنع جِسر يُوَصّل معلوماتهم بحياتهم اليومية. فهو المنهج الذي يجعل العملية الدراسية تسير بشكل طَبَعي حيث التلاميذ يعملون ويختبرون ويشعرون، فلا يعترف هذا المنهج بمجرد نقل المعلومات من المعلم إلى المتعلم.
من هذا العرض للآراء يستفاد أن التدريس السياقي هو طريقة دراسية تعتني بعلمية إشراك المتعلمين مشاركة كاملة ليجدوا ويدركوا موادهم الدراسية، ويربطوها بوقائع حياتهم، حتى يقتدروا على تطبيق علمهم في حياتهم العائلية والمجتمعية والوطنية، بُغْيَةَ الوصول إلى هدف الدراسة وتحققه في عيشهم.
بهذا يجب أن يكون المعلم الذي يستخدم هذا المنهج قادرا على عقْدِ الصلة بين ما يُدَرّسه وبين كل ما يتعلق به من أحوال حياةِ الطلبة لكي تدرِكَها عقولهم بمعارفهم الأولية.
استخدام هذا المنهج يُتِيْحُ للطلبة فرصةً للمعايشة في الجو العلمي عن طريق المجموعات التَّعَلّمية التي عَيَّنَها المدرس، فلكلٍّ منهم حقوق المناقشة وربط معارفهم بما يدور في مشاكل حياتهم اليومية.
ففي هذا النوع من الدراسة يُحْمَل الطالب على أن يفهم معنى التعلم وفوائده ووسائل تحقيقه، فيدرك أن ما يتعلمه مفيد لعيشه، وكل ذلك يجعله يوطن نفسه للتعلم تَعَلُّمَ مَن يحتاج إلى العلم الذي هو زَادُه في محياه ومماته.
فدور المعلّم في الفصل الذي يتطبق هذا المنهج هو مساعدة طلبته لتحقيق أهدافهم، فهو يعطي الإرشادات والإستراتيجيات أكثر من إعطائه المعلومات إياهم. لذا عليه أن يُدِيْر الفصل ويجعله بيئة صالحة للتعلمهم، لأن المعارف والمهارات يكتسبها الطلبة من تلقاء أنفسهم لا من تلقين مدرسهم.

ت. عناصر التدريس السياقي
للتدريس السياقي سبعة عناصرَ مُهمة، وهي: الدراسة التركِيْبِيّة البِنائيّة، والبحث، والسؤال، والبيئة العلمية، وتصوير المعلومات، وعملية الانعكاس، والتقويم الصحيح. فيما يلي تفصيلها:
(1) الدراسة التركيبية البنائية
الدراسية التركيبية تعني جعل المعلومات متركبة. فالمعلومات تتم بناؤه عن طريق الاستيعاب والاستخدام الصحيح، أي: بإدماج معارف جديدة بما استقر من الأنظمة المعرفية، وبالملائمة بما استجد من المعلومات. فالتعلم في سياق الدراسة التركيبية مُنطَلَقٌ من مبدأ "العلم مُرَكَّبٌ بمنهج".

(2) البحث
البحث هو العملية التعلمية القائمة على الاستقراء والاكتشاف العلمي القائم على أساس التفكر المنهجي. فالتدريس السياقي شديد الصلة بالاكتشاف العلمي الذي يدل على السير في الخطوات الصحيحة للوصول إلى أهداف الدراسة، والذي يهتم بمشاركة الطلبة في سائر الإجراءات العلمية التي تتجلى فيها التخطيط المُنَظَّم للوصول إلى معلومات جديدة أو إلى البرهنة على المعلومات القديمة.
التعلم الاستكشافي يُدْخِلُ نشاطات الطلبة في نطاقِ مَنهَجِ البحثِ الذي يُعتَبَرُ أساسَ العملية الاستِجوابية. فالطلبة لا تقتصر استفادتهم من العملية الاستقرائية الاستجوابية على مجرد الأخبار والمعلومات المجردة، بل يستفيدون أيضا تحليلَ المعلومات، وهو يحتاج إلى تطبيق القواعد والأحكام، فَوقَ احتياجه إلى مهارة التفكر والتَّنَقُّلِ من الواقع إلى المنهج، ومن المنهج إلى الواقع.
تبدأ الإجراءات الاستكشافية بتحديد محل البحث، ثم تتلوه عملية الرصد ومراقبة المحلّ المرادِ دِراستُه، ثم تُجْمَعُ المعلومات، ثم تختبر صحة الفُرُوْضِ العلمية في ضوء المعلومات الموجودة، ثم تختم بالاستنتاج. إن الهدف من اتباع هذه الإجراءات أن تُغرس في الطلبة مَلَكَاتٌ علمية عقلية يَبنُون عليها سائر حركاتهم.

(3) السؤال
التدريس السياقي ينبى على الحوار التفاعلي بالسؤال والجواب بين جميع عناصر البيئة التعلمية. السؤال غاية في الأهمية للوصول إلى بحث موضوعي للعلم، فالسؤال مفيد في البحث عن المعلومات وفي تأكيد ما قد عُلم وفي توجيه النظر للجوانب المجهولة. وللسؤال دور كبير في الاستفصال والاستقصاء والتدقيق حتى تكون المعلومات الجديدة أكثر اعتمادا.
السؤال له وظائف مهمة في المجلس العلمي، وهي: معرفة قدرات المتعلم في الإلمام بالدرس، وتنهيض همته للتعلم. وتشويقه لبلوغ غاية معينة، وجَعلُه مركزا على تحقيق الهدف، وإرشاده إلى البحث أو الاستنتاج في أمر.

(4) البيئة العلمية
التدريس السياقي يعطي اهمتاما كثيرا في جعل التعلم عملية اجتماعية. فللتعلم وحصيلته معنى أرقى إذا تَمَّا بطريق التفاعل بالمجموعة العلمية. فمعلومة واحدة يتم الوصول إليها بتظافر الجهود الجماعية.
يتجلى تطبيق المجتمع الدراسي في تكوين مجموعة صغيرة أو كبيرة وفي استقدام خبير إلى الفصل الدراسي، وبالتعاون المتوازي بين الفصول، وبالعمل الجماعي تحت مظلة الفصل، وبالتعاون مع مجتمع ما.
يطبق "المجتمع الدراسي" في الفصل المُطَبِّق لمنهج التدريس السياقي في تشكيل المجموعة الدراسية، فيقسم الطلبة أقساما هي مجموعات، وكل مجموعة دراسية متكونة من أعضاء متبايين متنوعين في قدراتهم وسرعة فهمهم ومواهبهم وميولاتهم. فكل مجموعة وتفاعلاتُها، فكل واحد من أعضائها يستفيد من الآخر: فسريع الفهم يساعد البطيءَ اْلفهمِ، وذو مهارة معينة يُحَثّ على تعليمها لغيره.
عملية المدارسة الجماعية تكون إذا لم يوجد في المجموعة مَن يُهَيمن عليها في التواصل، فيجب أن لا يَتَحَرّج أحد منهم من الاستفسار، وأن لا يدّعي أحد أنه الأعلم، فكلٌّ يفيد ويستفيد، ولكل واحد معرفة وخبرة وميزة ومهارة خاصة لم تكن لغيره فيستحق الاستفادة منها.

(5) تصوير المعلومات
التدريس السياقي يعتني بتقريب المادة العلمية وإبراز المعنوي في صورة حِسّيّة. والتصوير يعتَنِي بالمادة العلمية، كما أنه يَهتمّ بتوصيل المعلومات وتقريبها عن طريق تصويرها في صُوَرٍ يُمكِنُ مُحاكاتها. وهذا التصوير ليس حِكْرا على المُعلّم، بل يمكن الاستفادة من الطلبة ذوي المهارات الخاصة لذلك. وقد احتلّ التصوير مكانة متميزة في التدريس السياقي، فبِه يسلم الطلبة من العملية التعليمية الشكلية المجردة التي تجعل العلم كلاما لا معنى له.

(6) الانعكاس
الانعكاس جزء مهم في منهج التدريس السياقي، فهو: إعادَة النظر والتحليل والاستبيان ومحاسبةُ مَا تَمَّ تعليمه. وهو يعني أيضا استرجاع ما جرى في الدرس من الأحداث والوقائع التعليمية لتكون عِبرةً وخِبرة ينعكسُ أثرها في النُّظُمِ المَعرِفِيَّةِ للطلبة حتى تكون عبرة وخبرة لهم كذلك.
والانعكاس يعني اتّخاذ الموقف والتفاعل بالأحداث والأنشطة والمعلومات الجديدة. وفي نهاية كل حصة دراسية يعطي المعلم وقتا لعملية الانعكاس التي تتجلى في أشكالٍ: مِن استبْيانِ الطلبة عما يَحصلونه اليوم استبيانا شفهيا أو كتابيًّا، أو في النشرة التقريرية للطلبة، أو أن يُبْدُوا شعورَهم أو مُقترحاتِهم حول دَرسِ اليوم، أو في المحاورة أو منتاجتهم.

(7) التقويم الصحيح
التقويم الصحيح هو جمع البيانات والمَعلومات التي تُبَيّن تَطُوّر الطلبة، ويتم تجميعها من الأنشطة التي قاموا بعملها أثناء التعلم. التقويم لا يختص بالمعلم، بل يمكن أن يقوم به غيره.
ومن خصائص التقويم التأصيلي: أنه يتم أثناء التعليم وبعده، وأنه يمكن استخدامه للتقويم الشكلي والإجمالي، وأن محلّ التقويم والقياس هو المهارات والإنجازات وليس مجرد الحقائق. ويتم التقويم بشكل مستمر وشامل وكامل، ويمكن استخدمه للاعتبار.
يُطَبّق التقويم في التدريس السياقي فِي أمور يمكن جعلها مقياسا أساسيا لنجاح الطالب، منها: الوظيفة المنزلية، والألغاز، ومنتجات الطالبِ وأعماله الخاصة، وقدرته على البيان، وعلى العرض، وإظهار الرأي، والتقرير، والمَجلة، ونتيجة الامتحان التحريري، والمقالات، والمشروع، والنشاط مع تقريره.

ت. خصائص التدريس السياقي
للتدريس السياقي مميزاتها الخاصة يُمَيّزها عن غيره من المناهج، وقد حدد له جُنْسُونْ -فيما نقل عنه وِيْنَا سَنْجَايا وَنُوْرْ هَادِي- ثمانيَ خصائصَ:
الأولى: أنه يجعل التفاعل مشحُونا بالمعاني. فالطالب يُكَيِّفُ نَفْسه ليكون متعلما فعَّالا نَشِطا لِتَنْمِيَة مُيُولاتِه ومواهبه بشكل انفرادي وبعمل فردي وبعمل جماعي وبِمُزَاوَجَةِ التَّعلّم والعمل.
الثانية: القيام بعمل مهم. فالطالب يقوم برِبَاطات بين المدرسة وبين سياقات حياته كوَاحدٍ من أفراد المجتمع.
الثالثة: تَعَلُّمُ التّنظيم الذاتي. فالطالب يُنَظِّمُ أعْماله المُفيدة: من عمل ذي هدف، أو عملٍ ذِي تَعَلُّقٍ بالآخرين، أو عمل يحتاج إلى تحديد الاختيار، وغيرها من الأعمال ذات النتائج الحقيقية.
الرابعة: الشراكة والتعاون. فالمعلم يساعد الطلبة ليَعْمَلُوا عَملا مؤثرا ناجحا في ضِمنِ مَجموعاتهم، ويساعدهم ليفهموا معنى التّأثّر والتأثير والتواصُل.
الخامسة: العقل النّقّاد والعمل المبتكر. فبإمكان الطالب أن يستخدم عقله بشكل أكثر عمقا ونقدا وإبداعا: فيُحَلّل ويُرَكّبُ ويَفُكّ المُعْضِلاتِ وَيصنع القرار ويبرهن بالأدلة والمنطق.
السادسة: حفظ الذات. فالطالب يستطيع أن يُحَدّث نفسه بآمال طَمَّاحَة، ويحثها على همم عالية ويُحَصنها بحصون منيعة.
السابعة: الوصول إلى أعلى المستوى.
الثامنة: التقويم بمقياس صحيح. فالطالب يَعْرِفُ وَيَصل إلى المستوى العالي بمعرفة أهدافه والسعي إلى بلوغها.

ث. إيجابيات وسلبيات التدريس السياقي
التدريس السياق باعتباره منهجا أو إستراتيجيا له مميزاته وإيجابياته، منها ما يلي:
1.        إنه يجعل التعليم ذا معنى وحقيقةٍ أَعلَى. فالطالب مُطالَبٌ بِإدراك الرابطة بين ما يجري في المدرسة من العلوم والخبرا وبين واقع الحياة، وذلك أمر ذو أهمية بالغة؛ فبهذا الربط بَيْن المادة العلمية والحياة يستطيع الطالب أن يُسَخِّرَ العلمَ في استخدامه الصحيح كما أنه يستطيع به أن يَذْكُرَ المادة العلمية ويُغرِسَها في ذاكرته فلا ينساها بسهولة.
2.        إنه يجعل التعليم أكثر إنتاجا وينبت في الطالب منهجا قويا، فالتدريس السياقي يقوم على أساس البناء والاستدلال، فالطالب مُطالَب بالبحث عن معلوماته وصنْعِ عِلمِه بنفسه. فمن فلسفَةِ البناء والاستدلال التي يَنتَهِجُها هذا المنهجُ يُرجَى أن يتعلم الطالب مما "يُجَرّبُه وَيُلِمّ بِه"، لا مِمّا "يَحفظه".
3.        إنه يعتني بأنشطة الطلاب الجسماينة والروحية والعقلية اعتناءً كاملا.
4.        إنه لا يرى الفصلَ موضعا لتحصيل المعلومات، لكنه محلٌّ لاختبارِ أبحاث الطلبة واستقرائهم في ميادين الاستقراء.
5.        يمكن للطالب أن يبحث في المادة العلمية بنفسه، فليس الطالب مُتَلَّقِيَهَا.
6.        تطبيق التدريس السياقي يَصنَع الجَوّ التعليمي المُمْتَلِئَ مَعنًى.
وللتدريس السياقي -وشأنه كشأن غيره من المناهج السَّاعية لِإيجادِ التّعلّم العَالي مُستواه- سلبياتٌ أيضا، وقد اشتهر منها ما يلي:
1.        إنه يحتاج إلى وقت طويل لإتمام عمليات التدريس السياقي.
2.        إذا لم يستطع المعلم أن يُدِير الفصل ويسيطر عليه فإن هذا المنهج قد يجعل الفصلَ في حالةٍ غير مناسبة.
3.        إنه يجعل مَهَامَ المُعلم أكثر كَثافَةً في التربية، فالمعلم في التدريس السياقي لم يكن مركز المعلومات، بل إنّ مَهامَهُ إدارة الفصل وجعْلُه كَفِرقَةٍ تَعمل معا لاكتشاف المعلومات والمهارات الجديدةِ للطلبة، فهو يرى أن الطالب إنسان في طَوْرِ التَّطَوُّرِ، ومن المعلوم أن قدرةَ الإنسانِ على التّعلّم متأثرة بتَطَوّر خِبراته وسَعَةِ تَجاربه. لذا لم تكن وظيفة المعلم وظيفة القائد "الطاغِيَة" الذي يَحمل الناس على إرادته، لكنه مرَبّي الطلبة ومرشدهم إلى التعلم وِفْقَ مَراحلِ تَطوراتِهم.
4.        الأستاذ يُتِيحُ لتلاميذه فُرصا للبحث وتطبيق آرائهم، ويشجعهم على الإدراك والوعي لاسخدام طرائقهم الخاصة في تعلّمهم. وذلك -بلا شك- يتطلب منه أن يعطي لهم اهتماما وإرشادا زائدا ليَحقق تَعَلّمهم آمالَه المَنْشودة.
هنا -بعد أن تُعرف إيجابيات التدريس السياقي وسلبياته- يَجب على المعلم النجيب أن يتغلب على هذه السلبيات ونِقاط الضّعف في التدريس السياقي، فيُسْتَوجَبُ على المعلم أن يعطي خبراتٍ حقيقية لطلابه وينمي مواهبهم ومهارتهم لربط المادة العليمة بالواقع. وبذلك تَبرز مميزات التدريس السياقي، وتَسترُ إيجابياتُه سلبيّاتِه.

ج.  خطوات الدريس السياقي
رأى تَرِيَانْتُو أن تطبيق التدريس السياقي في الفصل يتمّ بشكل عام بخطوات تالية:
1.        تنمية النظر بأن الولد إذا كان تَعلّمه بِأَنْ يُباشر بِنفسه العملَ والبحثَ والتحليلَ والتركيبَ لمعلوماتِه ومهاراتِه سَيَتَمَتَّع بِتعَلّمِه تَعَلما ذا معنى.
2.        القيام أحسنَ قِيامٍ بالاستجواب والمحاورة في سائر المواد الدراسية
3.        تنمية الطاقَةِ البحثية والتَّشْوِيق العلمي في الطلبة.
4.        صناعة "المجتمع التعلمي" أو التعلم في المجموعات العلمية.
5.        إحضار النموذج للمادة العلمية وتصويرها صورة حسية.
6.        القيام بعملية الانعكاس في آخر الحصة.
7.        القيام بالتقويم الصحيح بشتى الطرق.
التدريس السياقي القائم على فلسفة البناء هو نوع من التجديد للمنهج التعليمي التقليدي الذي طالما يظهر أنه مجرد السُّلُوكِيَات الشّكليّة الصُّوْرِيّة. وقد قام مشرف التعلمي الابتدائي والمتوسط بعَقْدِ مُقارَنات تُبَيِّنُ الفروق بين التدريس السياقي والتدريس التقليدي، وهي تتضح فِي الجدول الآتي:
التدريس السياقي
التدريس التقليدي
يشارك الطالب مشاركة فعَّالة في عملية التدريس.
الطلب مُتلقي المعلومات بلا تفاعل.
الطالب يتعلم من زميله بطريقة العمل الجماعي والحوار والمحاسبة.
الطالب يتعلم وحده.
التعلم يكون بربط المادة العلمية بواقع الحياة أو القضية الحادثة.
التعلم يكون تعلما مطلقا كُلِّيّا، وتَغلِبُ عليه النظرية والأحكام.
السلوك يُبنَى على أساس الوعي النّفْسي.
السلوك يبنى على أساس التعويد.
المهارة تَتم تَنمِيَتُها بطريق الفهم.
المهارة تتم تنميتها بطريق التدريبات.
يكون تقدير العمل الجيد بالراحة النفسية الروحية.
يكون تقدير العمل الجيد بالثناء أو بالأرقام.
يجتنب المرء عملا سيئا لأنه يعلم أنه خطأ لا يأتي إلا بالخسران.
يجتنب المرء عملا سيئا لأنه يخاف العقاب.
اللغة تُدرس بالتقريب التواصلي، فالطالب يُحمل على استخدام اللغة في سياق حقيقي.
اللغة تدرس بالتقريب الشكلي: تشرح النظرية حتى تفهم ثم يجيء التدريبات.
تشرح القواعد على أساس النُّظُم المعرفية الداخلية في الطالب.
القواعد في خارج الطالب، فيجب شرحها وقبولها وحفظها والتمرين عليها.
فهم القواعد يختلف نِسْبِيّا باختلاف الطالب، وذلك لاختلاف النّظُم المعرفية لكل الطلبة.
القاعدة حقيقة مُطْلَقَة، فإما أن تفهم فهما صحيحا أو فهما غير صحيح.
الطالب مسؤول عن مراقبة نفسه وتَرْقِيَةِ تعلمه بنفسه.
الأستاذ هو الذي يُحَدِّدُ مَسارَ تَعَلّم الطالب.
تجارب الطالب وخبراته لها تقدير خاص مُفَضَّل.
التعلم لا يعتني بتجارب الطالب وخبراته.
نتائج التعلم تقاس بعدة مقاييس: بكيفية العمل، والمنتج، والعرض، والتسجيل، والاختبار وغيرها.
نتائج التعلم لا تقاس إلا بالامتحان.
عملية التعليم تكون في شتى الأماكن والسياقات والخَلْفِيَّات.
عملية التعليم لا تكون إلا في الفصول الدراسية.
الندم هو جزاء السيئة.
العقاب هو جزاء السيئة.
الحسنة تكون بالباعث الداخلي القلبي.
الحسنة تكون بالباعث الخارجي.
يفعل المرء خيرا لأنه يعتقد أن ذلك الأصلح والأنفع.
يفعل المرء خيرا لأن يعتاده، وهذه العادة تبنى على أساس المكافآت والهدايا المفرحة.

ح.  الختام
تكو المناهج الدراسية في التدريس السياقي تخطيطا وخطواتٍ للأنشطة التي سيُطَبّقها الأستاذ في الفصل، وهي تشمل مخططاتِ المَراحل التي سَيَجتازُها هو وطلابُه فيما يتعلق بموضوع الدراسة. ويَظهر في هذا التخطيطِ أهدافُ الدراسة ووسائل تحقيقها، والمادة العلمية، وخطوات التدريس، والتقويم الصحيح.
ففي هذا الحال كان تخطيطه هو المُخَطَّط الشخصي الذي رسمه الأستاذ ليتم تَفْعِيلُه وتطبيقه مع طلابه.
وبالجملة فليس ثمَّتَ فرقٌ بين التدريس التقليدي والتدريس السياقي إلا في الجانب المُهْتَمّ بِه: أما التدريس السياقي فهو يهتم بالأهداف الواضحة والمنهجية التي سَتَتَحَقَّق. وأما التدريس التقليدي فهو يهتم بكيفيات العملية الدراسية وإجراءاتها.




6 komentar:

  1. هل عكدك المراجع عن المقالة السابقة؟

    BalasHapus
  2. المراجع العربية أم المراججع الإندونيسية؟

    BalasHapus
    Balasan
    1. المراجع العربية و المراججع الإندونيسية

      Hapus
  3. Komentar ini telah dihapus oleh pengarang.

    BalasHapus
  4. ارجو اليك ان ترجم هذه المقالة الي اللغة الاندونيسية، شكرا

    BalasHapus
  5. استأذنكم اذا فيه حد عنده خطوات التعلم السياقي بشئ من التفصيل يرسل لي و و جزاكم الله خيرا

    BalasHapus